هو أبو محمد عبد
الرحمن بن عياد بن يعقوب بن سلامة الصنهاجي الأصل، ثم الفرجي الدكالي
المعروف بالمجذوب، كان مقر أسلافه بساحل بلد آزمور من دكالة، وهناك ولد ثم
رحل والده مع العائلة إلى نواحي مكناس ثم سكن هو مكناس نفسها, شاعر وصوفي مغربي. الكثير من قصائده وأمثاله الشعبية متداولة في جميع أنحاء بلاد المغرب العربي. ترك من الأزجال ذخيرة (خصوصا مايعرف بالرباعيات) لا زالت تحتفظ بها الذاكرة الشعبية إلى عصرنا هذا وتتغنى ببعضها الطوائف العيساوية وغيرها من المتصوفة.
ولد
الشيخ سيدي عبد الرحمن المجذوب في شهر رمضان عام 909ھ- 1506م، برباط تيط
قريبا من بلدة أزمور- مأوى سلفه- ثم رحل وهو صبي مع والده سنة 914ھ-1508م،
إلى نواحي مدينة مكناس، ونزل بموضع يقال له: "إرُكَّان"، ونشأ في بيئة خير
وصلاح.
تلقى تعليمه أولا في مدينة مكناس، ثم رحل إلى مدينة فاس، لكن المصادر التي
اهتمت بترجمته لم تشر إلى الجانب العلمي والمعرفي في حياته، ولا إلى مراحل
تعليمه، ولا الدرجة العلمية التي وصل إليها، وقد احتك سيدي عبد الرحمن
برجال التصوف وهو صغير، فوالده كان صوفيا أخذ عن الشيخ إبراهيم أفحام
الزرهوني تلميذ الشيخ أحمد زروق، وهو يمثل جانب تصوف الجذب الذي ميز متصوفة
القرن العاشر الهجري.
أخذ
الشيخ المجذوب تبركا واستفادة وانتفاعا عن عدة من
المشايخ، وخدمهم وتربى بهم، وتأدّب وتهذّب، منهم: الشيخ علي بن أحمد
الصنهاجي الدوار، والشيخ أبو حفص عمر الخطاب دفين جبل زرهون، وعليه اعتمد
في التربية وسلوك الطريق، والشيخ أبو عثمان سعيد بن أبي بكر، والشيخ أبو
الرواين دفين خارج مكناسة الزيتون، والشيخ أبو العباس أحمد بن عبد الواحد
الشبيه الشريف الحسني الجوطي دفين خارج مكناسة الزيتون، والشيخ أبو محمد
عبد الحق الزليجي دفين جبل زرهون، والشيخ أبو زكريا يحيى بن علال البوخصيبي
العمري دفين خارج باب الفتوح من فاس، والشيخ أبو عبد الله محمد جعران
السفياني.
ويظهر من
خلال تتبع سلسلة شيوخه، أنه اتصل بالطريقة الزروقية الملامتية بواسطة
الشيخ علي الصنهاجي الدوار، وبالجزولية عن طريق عمر الخطاب الزرهوني تلميذ
عبد العزيز التباع خليفة الشيخ المؤسس للطريقة الجزولية محمد بن سليمان
الجزولي.
سمي بالمجذوب لكونه كان مجذوبا, أي متميزا بأحوال شخصية, وأصبح معروفا بهذا النعت بصفة خاصة, في وقت كانت قضية الجذب ظاهرة شائعة, ولقد كان المجذوب شيخ لزاوية بوزيري.
التصقت سيرة المجذوب أو من يسير على شاكلته في بعض مناطق المغرب بحياة التقشف والزهد والتصوف والحكمة والبعد عن كماليات الدنيا وغرورها، فهكذا رويت حياة المجذوب مقرونة بهذا البعد الأخلاقي في شخصية تصوغ الكلام صياغة زجلية تخترق الغيب، وتنظر بعين الحكمة كما رآها المغاربة إلى الحياة وكل مظاهر اللهو بما فيها موضوعنا عن الأنثى، الذي حكى عنه كثيرا مُشَكِّلاً له صورة الخديعة والمكر، بأسلوب أدبي زجلي يعتمد لغة الحكاية الشعبية تغنّى ولا زال الشعب المغربي بمواضيعها، بالرغم من كل هذه الآلة الإعلامية الهائلة التي تحاول أن تخرج المرأة أو الأنثى من سياق الثقافة الشعبية وتصورها بصورة خارج هذا النسق الفكري.
التصقت سيرة المجذوب أو من يسير على شاكلته في بعض مناطق المغرب بحياة التقشف والزهد والتصوف والحكمة والبعد عن كماليات الدنيا وغرورها، فهكذا رويت حياة المجذوب مقرونة بهذا البعد الأخلاقي في شخصية تصوغ الكلام صياغة زجلية تخترق الغيب، وتنظر بعين الحكمة كما رآها المغاربة إلى الحياة وكل مظاهر اللهو بما فيها موضوعنا عن الأنثى، الذي حكى عنه كثيرا مُشَكِّلاً له صورة الخديعة والمكر، بأسلوب أدبي زجلي يعتمد لغة الحكاية الشعبية تغنّى ولا زال الشعب المغربي بمواضيعها، بالرغم من كل هذه الآلة الإعلامية الهائلة التي تحاول أن تخرج المرأة أو الأنثى من سياق الثقافة الشعبية وتصورها بصورة خارج هذا النسق الفكري.
توفي المجذوب سنة ( 1563/-976ھ).
من كلامه وحكمه:
لسيدي عبد الرحمن المجذوب كلام ملحون لا يخلو من فوائد وحكم، وقد جمعه بعضهم وشرحه وطبعه، وإليك بعض عيونه:
في البير ارم عظامـــوا فمّك متن له لجامـــــــو وذريه يصفى غبـــــارو من البلا تنهي صغــارو يا كاسرني من ذراعـي وركّبت من كان راعـي وجا ذا الزمان بفاســـو كسرو لو راســــــــــــو |
نوصيك يا واكل الــــــراس اضحك والعب مع النــــاس القمح هو الربــــــــــــــــح إذا بغيت تنجى من الناس يا الزمان يا الغــــــــــــدار طيحت من كان سلطـــــان راح ذاك الزمان ونــــاسو وكل من يتكلم بالــــــــحق |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق