الثلاثاء، 3 مايو 2016

الطربوش المغربي...جذور وتراث وتاريخ









يقال أن أصل كلمة " طربوش " فارسي, والتي تعني غطاء الرأس, لكن الأرجح أنه نشأ في المغرب, قبل أن ينتقل إلى الإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر, وتعني كلمة طربوش  حسب الكثير من اللغات الأوروبية  fez  " فاس" وهي مدينة مغربية, حيث تم ارتداؤه بكثرة لدى شعوب شمال أفريقيا ومصر وتركيا,  حيث أن هذهالأخيرة اشتهرت به أيام الدولة العثمانية لأن المسؤلين والشخصيات المهمة كانو يرتدونه في الإجتماعات وفي المناسبات السياسية و الدولية, وهو شبيه  بالقبعة, وشكله  شبه مخروطي, وغالبا ما يكون لونه أحمر غامق, تتدلى من الجانب حزمة من الخيوط الحريرية السوداء, ويبدو أن المغاربة عرفوه منذ قرون طويلة, حيث أن أقدم المصادر التي تحدث عنه هو الجغرافي العربي المقدسي, الذي عاش في القرن العاشر الميلادي, فقد روى أن أهل فاس كانو يغطون رؤوسهم بطاكية حمراء, ليأتي بعده الحسن الوزان في القرن السادس عشر ميلادي, الذي وصف أهل فاس من أصحاب المقامات يغطون رؤوسهم بطاقية مصنوعة من اللباد الأحمر.
رغم أن الطربوش لم يعد منتشرا بكثرة في المغرب مقارنة مع بعض الدول العربية الأخرى, ورغم أنه لم يعد شائعا مثل الماضي, خاصة مع ظهور أنواع أخرى من الطاكيات العصرية, وكذلك حدتث تغييرات كثيرة له, إلا أن الطربوش يعتبر من الثرات والتقاليد المغربية الأصيلة, كما أنه لا يزال ارتدائه في بعض المناسبات الدينية والوطنية, في الحفلات والأفراح والختان, وكذلك نجده عند الفرق الموسيقية التقليدية, كما أنه طقوسه في المغرب لم تنقرض,ليضل شاهدا على تنوع وجمال الثرات والتقاليد المغربية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق