على بعد حوالي 75 كلم عن مدينة القنيطرة وعلى ساحل المحيط الأطلسي تقع قرية مولاي بوسلهام, قرية ساحلية ممتدة الشاطىء،اتخذت لقب وليها مولاي بوسلهام اسما لها, والذي يقع ضريحه جنوب العرائش عند المكان المسمى مشرع الحضر عند مصب المرجة الزرقاء, على مقربة من المحيط الأطلسي, احتضنت بين ظهرانيها أضرحة كثيرة أخرى، لتستحق بامتياز لقب مدينة الأولياء, بالمنطقة بحيرة اتخذت هي الأخرى اسم هذا الولي عنوانا لها، لتعرف بسبب غورها ووفرة مياهها بالمرجة الزرقاء, التي تمثل اللاغون الأكبر من مدينة بوسلهام, الذي تبلغ مساحته حوالي 11420 هكتارا, منها 7300 هكتار محمية بيولوجية و6800 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة.
وقد أصبحت محمية عالمية, خلال اتفاقية رامسار في إيران عام 1980, وتتصل هذه المرجة بالبحر عبر مصب على شكل عنق زجاجة, مما يجعل مياه البحر تتسرب إليها أثناء المد, إلا أن نهر " الدرادر" وقناة الناظور اللذان يخترقان المكانة, يعملان على الحد من ملوحة مياهها.
فمع شساعتها واتساع أطرافها إلا أنها اليوم يحرسها شخصان فقط بعد أن كان يحرسها في السابق سبعة أشخاص,حيث انه لم يكن يلجها أحد, فقد كانت محترمة ونظيفة, لكنها اليوم أصبحت في وضع سيئ ومتدهور, حيث لم تعد فيها الأعشاب وأصبحت مليئة بالوحل, وتتوفر المرجة الزرقاء على تنوع حيواني هام، وتستقبل سنويا أكثر من 150 ألف طائر، موزعة على 82 نوعا من بينها 16 صنفا نادرا أو مهددا بالانقراض. وأشهر طائر بالمحمية هو طائر كروان ذو المنقار الدقيق، الذي يبلغ طوله 40 سنتمتر وتزين صدره وجوانبه بقع دائرية تميزه عن طيور الكروان الأخرى، وهو نوع على حافة الانقراض، لوحظ في السنوات الأخيرة بـ"المرجة الزرقاء"، مما زاد من أهميتها, كما تعد محمية المرجة الزرقاء أيضا فضاء لتكاثر الأسماك، خاصة الرخويات التي تبلغ أنواعها 173 نوعا, مما يجعل المكان قبلة مهمة ورائعة للسياح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق