الكسكس أو الكُسْكسي أو سيكسو (بالأمازيغية ينطق سيكسو أو سكسو أو كسكسو في الجزائر و المغرب وشرق ليبيا أو كُسْكْسِي في تونس و غرب ليبيا ومصر و موريتانيا) وهي كلمة أمازيغية, ويعتبر الكسكس من الأطباق الوطنية التقليدية في بلدان المغرب العربي، خاصة في المغرب, حيث أصبح من الأطباق المعترف بها دوليا وعالميا. وهو عبارة عن سميد مطبوخ مع البخار.
يصنع من طحين القمح أو الذرة في شكل حبيبات صغيرة، ويتناول بالملاعق أو باليد. ويضاف إليه اللحم، أو الخضار، أو الفول الأخضر المقور، أو الحليب، أو الزبدة والسكر الناعم حسب الأذواق والمناسبات. وأما كلمة كسكسو فهي مشتقة من سيكسو وهي كلمة أمازيغية ومعناها الطريقة التي تحضر بها حبوب القمح الصغيرة الخاصة بطبق الكسكسو.
ومن العادات الجاري بها العمل أن كل حي لابد وأن يقدم كل يوم جمعة أطباق الكسكسي في المسجد للمصلين، وغالبا تكون هناك عائلات توارثت هذا العمل أو يتم التعاون فيما بين عائلات الحي أو بشكل فردي فلا يخلو مسجد مغربي يوم الجمعة من الكسكسي، كما أن الكسكسي وجبة تلازم المغاربة والمغاربيين بصفة عامة في أتراحهم وأفراحهم فهو الوجبة الرسمية في الجنازة، وبأطباق الكسكسي تتم الصدقة على روح الميت حيث يرسل للمسجد أو يتم توزيعه في الطرقات أو البيوت، كما يعتبر أيضا الطبق الرسمي في الأربعين للوفاة، وهو الطبق الذي يقدمه الجيران لبيت أصحاب الجنازة، أما في الأفراح فيبقى الكسكسي وجبة حاضرة وبقوة في الأعراس وفي الأعياد الدينية كعيدي الأضحى والفطر والمولد النبوي إضافة إلى مناسبة عاشوراء ورأس السنة الهجرية.
يحتوي الكسكسي على كمية عالية من السكريات، ولكنها تمتاز بكونها مضادة للجوع لأنها تعبر المعدة ببطء ويتم امتصاصها ببطء أيضاً، الأمر الذي يجعل السكر ينساب إلى مجرى الدم ببطء وانتظام بحيث يبقى مستواه فـي حدود ثابتة، وهذا ما يـبـعد عـن الـشـخص الـرغـبـة فـي اللـجـوء إلى تناول المسليات.
السكر في الكسكسي أقل منه في الدقيق الأبيض وهذا ما يحول دون تفريغ شحنات فائضة من هرمون الأنسولين التي تساهم عادة في تخزين المزيد من الدهن وبالتالي زيادة الوزن.
للأسباب السابقة فإن الكسكسي مسموح به لمرضى السكري الذين يميلون عادة إلى تناول المأكولات الدسمة والبروتينية التي تلحق الضرر بجهازهم القلبي الوعائي الضعيف بالأساس.
الكسكسي طعام مفضل للذين يبذلون مجهودات عضلية، خصوصاً الرياضيين، إذ يسمح لهم بشحن مخازن سكر الجليكوز الضروري جداً لمد عضلات الجسم بالطاقة للمثابرة في تحمل المجهود الطويل الأمد.
يعد الكسكسي غذاء جيدا بالنسبة إلى الأطفال، لأنه يمدهم بالطاقة اللازمة لمجهودهم الذهني، ويجعلهم يبتعدون عن السكاكر السريعة الامتصاص.
بالنسبة للكبار الذين كثيراً ما يملكون أسناناً ضعيفة، يعد الكسكسي غذاء ممتازا لهم، لأنه جذاب ويبعث على الشهية، وسهل المضغ.
يحتوي الكسكسي على كمية ضئيلة من الدهنيات، إلى جانب عدد من المعادن وبعض الفيتامينات، إضافة الى كمية لا بأس بها من الألياف، وإذا أُُكل الكسكسي مع الخضار واللحم فإنه يغدو طبقاً لذيذاً مفعماً بالعناصر الغذائية التي تمد الجسم بكل بما يلزمه من عناصر القوة والحياة.
أسماء مختلفة للكسكسي
يسمى الكسكسي أيضا “البربوشة والنعمة” ، وللكسكسي أنواع كثيرة تختلف بحسب اختلاف المناطق، فهناك الكسكسي الأبيض ذو الحبيبات الصغيرة جدا ويستعمل غالبا في المناسبات، وهناك الكسكسي ذو الحبيبات الكبيرة (أكبر من النوع الأول بقليل)، كما يوجد الكسكسي بالشعير ويكون لونه بنيا فاتحا، وهناك (الكسكسي بالبلوط) ولونه بني قاتم، كما يوجد نوع يسمى (المسفوف) ويقدم بالزبيب والحليب، وغالبا ما يكون مرق الكسكسي مطهيا بالدجاج أو اللحم، أما في بعض المناطق الساحلية فيكون مرق الكسكسي بالسمك، ومن أهم المناطق التي تستعمل السمك بن غازي وسيرت في ليبيا، وصفاقس في تونس، وجيجل والقل وتلمسان في الجزائر، ومليلة ووجدة في المغرب.
وبالنسبة لأنواع الكسكس, فهناك الكثير منها, كالكسكس بالبيض, كسكس بالطفاية, كسكس باللوز, باللحم..., لكن يبقى أشهرها الكسكس بالخضروات, وتستعمل فيه غالبا سبعة خضروات, اللفت, الجزر, الطماطم, الملفوف والفول الأخضر, اظافة إلى القرعة الحمراء والقرعة السلاوية. وبالنسية لطريقة أكله فتختلف حسب المناطق, فمنهم من يأكله باليد بعد تكويره, ومنهم من يأكله بالملعقة, ويأكل الكسكس غالبا يوم الجمعة. وللكسكس فوائد صحية كثيرة, حيث أنه غني بالفيتامين ب والمغنيسيوم والفسفور والبروتين, وبالتالي يعتبر مصدرا هاما من مصادر الطاقة, إظافة إلى توفره على الكثير من المغذيات ومضادات الأكسدة الحامية لخلايا الجسم والمجددة لها, إظافة إلى ذلك، يحتوي الكسكس على البوتاسيوم الذي ينظّم ضغط الدم ويسهّل حركة العظام والمفاصل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق