الأحد، 1 مايو 2016

رشيد ابن خريبكة...قصة نجاح بائع المناديل


في عاصمة الفوسفاط خريبكة, ولد الشاب المغربي عبد المولى الخديري, والذي يشتهر باسم رشيد, طفل نحيل دو عيون سوداء وخجولة, كان عمره أحد عشر سنة عند وصولة إلى إيطاليا, وكان يبيع الأساور والولاعات مع إخوته، أمام المبنى الجديد، لجامعة العلوم "البوليتيكنيكو " في تورينو.
هو سليل أسرة متواضعة، وكان حين هجرته ينوي العمل بشكل مكثف حتى يُساعد أفراد الأسرة, ورغم بعده عن دفئ العائلة في سن مبكرة، إلا أن تشجيع أخويه الكبيرين اللذين استقدماه معهما، وكذا إحدى السيدات اليابانيات، استطاع "رشيد" أن يتخطى صعوبات الإندماج في المحيط المدرسي بسهولة، رغم إقراره بأنه كان يتصور في كل مرة ينتقل من مرحلة إلى أخرى من مراحل التعليم، أنها ستكون الأخيرة،  ويقول رشيد "حتى دخولي الجامعة لم أكن أظن أنني سأتوفق فيه، وهذا ما يجعلني أحس اليوم بنوع من الافتخار.
 حصل خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 2013 على دبلوم الهندسة من جامعة “بوليتيكنيك” بمدينة “تورين” وهي واحدة من الجامعات الأكثر استهدافا من الطلبة والطالبات في إيطاليا, ففي الجامعة لا أحد من زملاء رشيد كان يتخيل الحياة الموازية لرشيد، كان رشيد حين ينتهي من ساعات الدرس يتأبط حقيبة البائع المتجول ويذرع شوارع وأزقة المدينة يعرض بضائعه البسيطة: المناديل الورقية والولاعات وما شابه.. يفعل ذلك حتى يتسنى له تمويل تكاليف دراسته الجامعية.
“لقد كان بعض زملائي في الجامعة يُصابون في البداية بالصدمة حين يُصادفونني في أحد الشوارع” يقول رشيد في الحوار الذي منحه لجريدة “لاريبوبليكا” مُضيفا: “غير أنه بعد ذلك يُصبح بعضهم أصدقاء جيدين لي”.
غير أن الأمور لم تكن سهلة بالنسبة لهذا الشاب الطموح، الذي أصبح خلال هذه الأيام مُدلع الصحافة الإطالية، ذلك أنه تعرض أكثر من مرة للاعتداءات خلال مشاويره “التجارية”.. ذكر رشيد بهذا الصدد لنفس الجريدة الإيطالية، أنه لم ينس تلك الليلة التي تعرض فيها لاعتداء من طرف مجموعة من المراهقين، قال رشيد بهذا الشأن: “كان الأمر يتعلق بمجموعة عنصرية شتموني وضربوني ثم سرقوا بضاعتي، وكان ممكنا أن يفعلوا أكثر من ذلك لو لم يتدخل بعض المارة”.

مسار رشيد المذهل أدهش المجتمع الإيطالي، بادرت الكثير من وسائل الإعلام الإيطالية إلى تحيته وتشجيعه, وعلى نحو لم يكن منتظرا استقت الصحافة المحلية في “تورين” تصريحات إيجابية، حيث اعتبر “فابريزيو ريكا” رئيس رابطة الشمال الإيطالي نجاح رشيد “رمزا لقوة الإرادة والإندماج”. والرابطة المذكورة، للإشارة، حزب سياسي محلي شعبوي معادي للهجرة. وجاء في تصريح “ريكا” أيضا: “الرابطة ليست ضد الهجرة بل مع نوع من الهجرة يُمكن الأفراد النزهاء الطموحين من إيجاد مكانهم” مستطردا: “إن الرابطة ضد الهجرة العمياء”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق