الثلاثاء، 26 أبريل 2016

النعناع...تاريخ..عطر..ودواء







نبات عشبي معمر ذو رائحة نفاذة محببة. ينبت على أطراف السواقي والمجمعات المائية، كما يمكن زراعته كما يزرع البقدونس، ويمكن استخدامه في السلطات طازجاً أو يابساً, إنه " النعناع", يزرع في بقاع المعمورة خصوصاً المناطق المعتدلة في آسيا وأوروبا، وحسب التاريخ يذكر بأن الإغريق والرومان كانوا يضعون أكاليل النعناع فوق رؤوسهم في احتفالاتهم وولائمهم , ووضعوا النعناع على موائد الطعام كما عمل الطهاة عندهم على وضع النعناع في خلطات الطعام والمرق عندهم, حيث كانو يستعملونه كرمز للترحيب, قبل أن يتحول النعناع  في العصر الوسيط كعلاج ابعض الأمراض والجروح.
كما عرف البشر النعناع منذ القديم، ويقال: إن الصينيين كانوا في طليعة عارفيه، وقد أطلقوا عليه اسم "بو-هو"، وعالجوا به أمراض المعدة، والأمعاء، والصداع.
تضاف بضع ورقات من النعناع إلى إبريق الشاي  ليضفي على الشاي نكهة طيبة ويعطر الكؤوس, لأنه في الثقافة المغربية لا ذكر للشاي دون ذكر النعناع, ويفضل استهلاك النعناع خلال فصلي الربيع والصيف, كما يعتبر المغرب من أكبر المصدرين للنعناع في العالم.
ومن أهم أنواع النعناع في المغرب هو النعناع العبدي الذي يقوم بتضميد الأمعاء كما يفيد مرضى كرون المؤلم والبواسر, ومن فوائده أيضا  أن شراب النعناع يعتبر من الأدوية الناجحة جدا في معالجة الاضطرابات المرارية، وتسكين المغص المعوى، ومغص أسفل البطن، والام الحيض، وطرد الغازات المعوية، كما أنة يكسب الجسم نشاطا وحيوية.
ويحتوى النعناع على زيت طيار (المنثول) ،ومواد دابغة مسكنة للتشنجات، وطاردة لمرض الالتهاب الكبدى ،ومضاد للالتهابات
والنعناع صديق القلب ،ومريح للاعصاب ،وحبيب الجهاز الهضمى، يبعث القوة في الجسم , كما يسهل التنفس يدر البول ،يخفف من شدة حساسية المعدة المخاطى. كما يستعمل لعلاج الروماتزم والمفاصل والالتهابات
و لكن النعناع له نوع اخر يعرف بالحبق في نجد في شبه الجزيرة العربية.
قال ابن قيم عن الحبق: (شمه ينفع من الصداع الحار. ويجلب النوم ومسكن للمغص ومقوي للقلب). وأضاف ابن سيناء: "إن أزهاره منشطة وهاضمة وتزيل الصداع الناتج من الزكام".وعرف الأطباء العرب، وعلماء النبات والغذاء خواص النعنع، فتحدثوا طويلاً عن خواصه، ومنافعه، منهم الرئيس "ابن سينا"الذي قال عن النعنع ما ملخصه:
هو ألطف البقول المأكولة جوهراً، إذا شربت عصارته بالخل قطعت سيلان الدم من الباطن، ويفيد -ضماداً- مع دقيق الشعير للصداع، وللأورام الكبيرة، وورم الثدي، وتدلك به خشونة اللسان فتزول، ويقوي أكله المعدة، ويسكن الفواق ويهضم، ويمنع القيء البلغمي والدموي، وينفع من اليرقان، ويعين على الباه، وتقتيل الديدان.
وزاد "ابن البيطار" على أقوال "ابن سينا": مضغ النعناع ينفع من وجع الأسنان، واذا استنشق صاحب الخنازير الظاهرة في العنق عصارة النعنع، ودهنها به، انتفع بذلك نفعاً بليغاً.
وهو من الأدوية المقوية للقلب، وبالجملة: هو دواء موافق للمعدة، مأكولاً، وضماداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق