الاثنين، 4 أبريل 2016

المغرب صاحب أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم






يشكل إطلاق مشروع نور للطاقة الشمسية بمدينة ورزازات  جنوب المغرب بداية جيل جديد من المشاريع التنموية التي تسعى من خلالها المملكة إلى الارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة التي توفر الظروف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تؤمن العيش الكريم للمواطنين.
 ومن أهم الأسباب التي جعلت المبادرة الوطنية تحضى باهتمام عالمي, هي أن المغرب يعتبر من البلدان القليلة التي دعت إلى استبدال الطاقات الباطنية لما تسببه من مخاطر بيئية وصحية, وبالتالي سعى بقوة لاستغلال الطاقات البديلة.
ويشمل المشروع المغربي للطاقة الشمسية إنجاز خمس محطات لإنتاج الكهرباء من مصدر شمسي في كل من ورزازات وعين بني مطهر وفم الواد وبوجدور وسبخت الطاح، بتكلفة مالية تصل إلى 9 ملايير دولار أمريكي، مما سيمكن المغرب من إنتاج حوالي 2000 ميغاواط من الكهرباء، وذلك في أفق سنة 2020. هذا المشروع سيمكن من الوصول إلى طاقة إنتاجية من الكهرباء تناهز 4500 جيغاواط / ساعة سنويا، أي ما يعادل 18 بالمائة من الإنتاج الوطني الحالي.
ومن مزايا المشروع المغربي للطاقة الشمسية، أنه سيمكن المغرب من اقتصاد 1 مليون طن سنويا من المحروقات الأحفورية، إلى جانب المساهمة في الحفاظ على محيطه البيئي من خلال تجنب انبعاث 7 ر3 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في السنة.
فضلا عن ذلك، سيكون لهذا المشروع وقعا إيجابيا على وتيرة نمو الاقتصاد المغربي، لاسيما وأن مجال إنتاج الطاقة الشمسية مافتئ يعرف نموا مضطردا على الصعيد العالمي حيث يصل متوسط نموه 22 في المائة، منذ منتصف عقد التسعينيات من القرن الماضي.
وقد دشن المشروع الملك محمد السادس يوم 4 فبراير 2016 بحضور كبار الشخصيات والمختصين, ومسؤولين من شركة

"أكوا باور" السعودية التي أشرفت على إنجاز المشروع. وبدأ العمل في هذا المشروع في 10 أيار/مايو 2013. وتمتد محطة "نور1" على مساحة 450 هكتارا , وتعادل مساحة المشروع مساحة العاصمة الرباط, وستكون فيها الننصف مليون من المرايا العاكسة. ويتوقع أن تنتج نحو 160 ميغاوات من الكهرباء.
وتعد المحطة المرحلة الأولى من مشروع نور-ورزازات الممتد على مساحة 3000 هكتار والهادف بعد الانتهاء من بناء نور 2 ونور 3 ونور 4، إلى إنتاج 580 ميغاوات من الكهرباء وإمداد مليون منزل مغربي بالطاقة النظيفة، حسب ما أعلنت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية عند إطلاق المشروع.
وبإنجاز المخطط المغربي للطاقة الشمسية، سيصبح المغرب فاعلا مرجعيا على مستوى الطاقة الشمسية، وذلك لعدة اعتبارات تهم بالخصوص مساهمة الطاقة الشمسية في الاستجابة للطلب المتزايد على الطاقة المترتب عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها المملكة، فضلا عما سيكون لهذا المشروع من وقع إيجابي على تطوير برامج أخرى تتعلق بالأساس بالتكوين والتخصص التقني والبحث والتطوير وتأهيل صناعة شمسية مندمجة وإمكانية تحلية مياه البحر. حيث أن المشروع سيوفر مناصب للشغل مهمة لسكان المنطقة والمغرب بصفة عامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق