هو محمد بن عبد الله اللواتي, ولد بطنجة عام 1304م الموافق 703هـ, من لواتة الأمازيغية, يقال أنه سمي ابن بطوطة على وزن أمه فطومة, كان ابن بطوطة عاشقا للسفر منذ الصغر, كما كا ن شغوفا بأخبار البلدان ومعالمها, التي وصلت إليه عن طريق الكتب التي انتشرت عند العرب خلال تلك الفترة, استطاع التوفيق بين الثقافة الامازيغية والثقافة الإسلامية, حيث تكون دينيا بعد دراسته في الكتٌاب, فدرس الفقه والسيرة والحديث وغيرها, لكن معارفه الجديدة, سيكتسبها مع أول رحلة للحج قام بها عام 1325, وهو لم يتجاوز الحادي والعشرين ربيعا, في رحلة كانت قد تستغرق ستة عشر شهرا. لم ير بعدها المغرب لمدة أربعٍ وعشرين عاماً.
لكن, ظهر بعد ذلك أن رحلته لم تكن بهدف الحج فقط, بل كان يسعى لإغناء رصيده المعرفي بعلوم شتى, فرغم الصعاب التي واجهها في الرحلة, كانت له عزيمة وصبر وإصرار على تخطي كل الصعاب, وقد قام ابن بطوطة خلال تلك السنوات بثلات رحلات, بدأت الأولى من طنجة إلى في اتجاه إفريقية ( تونس حاليا) حتى الإسكندرية, مرورا بدمياط والقاهرة وأسوان فعيذاب عند البحر الأحمر, ومنها إلى جدة, فعاد مرة أخرى إلى القاهرة بعد أن أجبرته ثورة محلية على الرجوع, ثم سافر إلى دمشق عبر فلسطين, ثم سار إلى اللاذقية فحلب, فتوجه مع قافلة للحجاج إلى مكة, ثم انتقل إلى العراق فبلاد فارس, قبل أن يحج للمرة التانية, ثم انطلق من مكة فاليمن فالبحرين, ومنها إلى مكة حتى وصل إلى مصر التي وصفها بأنها أم البلاد.
أما رحلته التانية فقد باتجاه الشمال حيث زار بلاد الشام, ثم دخل اسيا الصغرى, فجزيرة القرن, ثم زار روسيا قبل أن ينتقل إلى بلغاريا فعاد إلى بلاد فارس ومنها إلى الهند التي أقام فيها في أكثر من مدينة, كما تزوج هناك وتولى القضاء هناك لمدة عشر سنوات, ثم زار سيلان وأندونيسيا والصين, ثم إلى فلسطين فمصر عائدا إلى بلده مار بتونس وسردينا, وعند وصولة لفاس مر بجبل طارق إلى الأندلس.
أما رحلته الثالتة والأخيرة, فقد قصد خلالها بلاد السودان الغربي من ادغال مالي حتى نهر النيجر, بعد عودته من سفره في عام 1354 وبدعم من سلطان المغرب المريني أبو عنان فارس، ابن بطوطة أملى كتابه في رحلاته على ابن الجزي وهو العالم الذي التقى به في غرناطة وكان المصدر الوحيد لرحلات ابن بطوطة هي المخطوطة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار). الذي دون فيها كل مشاهداته و زياراته من صور وغرائب وطرائف وعجائب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق